Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
عادل الزبيري
عادل الزبيري
Archives
20 juillet 2006

الفضائيات الإخبارية العربية.. تلفزيون واقع ينقل العدوان الإسرائيلي على لبنان

1عادت لبنان إلى واجهة الأحداث مرة أخرى، لتحتل صدارة نشرات الأخبار التلفزيونية، ومعها عادت صور القصف والدمار إلى ملئ الشاشات العربية والغربية، وليحتد التنافس فيما بينها، لنيل السبق بالصوت والصورة، لإخبار المشاهد العربي، المجروح في كرامته منذ غزو الولايات المتحدة للعراق، العام 2003، وليجد نفسه اليوم، بالبث الحي، أمام غزو إسرائيلي جديد لبلد عربي آخر، يقع شمال فلسطين المحتلة.

كأن الأمر شبيه بواحد من برامج تلفزيون الواقع، التي غزت القنوات العربية الفضائية، وجندت لها ميزانيات باهضة، رغبة في منح المشاهد فرصة لتجزية وقته، بعيدا عن ما يحيط به من هموم يومية معاشة، تجعله أقرب إلى اليأس، أما الحرب، بين آخر قلاع الكرامة العربية، مجسدة في حزب الله، وبين عدو إسرائيلي، اعتاد تمريغ العرب في التراب، فهي بالون هواء لإنعاش قومجية عربية في رمقها الأخير، ولتذكير الجماهير العربية العريضة بالقضايا الكبرى للأمة.

1والدعوة تتجدد لإبراز قدرات الإعلاميين العرب، الذين سبق لهم أن نجحوا في تكسير عقدة عاشت لعقود، بأن التميز في مهن التلفزيون، لا يمكن أن يكون في يوم ما عربيا، فبعد حرب الخليج الثالثة، التي تابع فيها العرب غزو القوات الأمريكية لبلد عربي مستقل، عبر الشاشات الإخبارية العربية، كالجزيرة والعربية وأبو ظبي، يتابع الشارع العربي، بأمل مقاومة باسلة لحزب الله، تختلط بمشاعر من خوف من تدمير ومجازر وخراب، يوقع عليه العدو الإسرائيلي، المحمي دوليا، بصمت عربي، ودعم المظلة الأمريكية، وتواطئ مكشوف من الأمم المتحدة، عبر عدم تبني أي قرار يدين العدوان الصهيوني.

ولتبقى صورة دمار الضاحية الجنوبية من بيروت، أو جنوب لبنان، ومدن أخرى، حية في الأذهان من خلال بث مباشر، توفره هذه القنوات الإخبارية العربية، خلال 24 ساعة من البث المتواصل، مستفيدا من الكوادر العربية الجيدة، والتكنولوجيا التواصلية العالمية.

الجزيرة "العربية"

1وتحاول قناة "الجزيرة"، الفضائية الإخبارية التي تبث برامجها من قطر، جاهدة أن تكون في قلب الحدث عبر شبكة من المراسلين، الذين ينقلون الحدث من قلب بيروت، ومناطق الجنوب، ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن مناطق شمال إسرائيل التي يصلها قصف صواريخ الكاتيوشا، ورعد 1 و2، رغم اعتقالات متكررة لمراسليها من قبل العدو الإسرائيلي، وهي في ذلك تحتل الصدارة في جودة التغطية، ودقة التحليل، والبحث عن الخبر، على حساب فضائية العربية، التي تبدو على غير عادتها، متخلفة قليلا عن الركب.

وتتفاعل الأسر المغربية مع هذه التغطية، من خلال المتابعة الجماعية في البيوت، خلال النهر، وآناء الليل، أو في المقاهي، وكم تكون الفرحة كبيرة عندما يصيب حزب الله أهدافا إسرائيلية.

وتكون الدمعة على الجفون عند استشهاد مواطنين لبنانيين. أما حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، فهو جمال عبد الناصر الجديد، وزعيم للأمة العربية والإسلامية، في نظر المغاربة في الوقت الراهن، خطبه مسموعة، ومتابعة بالقلب قلب العقل، والدعوات له بالنصر جماعية.

كما تحولت المقاهي إلى نوادي مفتوحة تشد كل الفئات العمرية، من أجل تتبع تطورات الوضع في لبنان، وتمتلأ مقاهي التلفزيون الجماعي بالتعاليق الساخطة على الوضع العربي، وتخاذل الأنظمة العربية، وتهم بالخيانة لدول صامتة، ودعوة بالنصر للبنان شعبا ومقاومة إسلامية، ولتكون جماهير الشارع العربي متفاعلة بقوة مع القنوات الإخبارية، ففي أعلى السلم، الجزيرة، ثم المنار، فقناة العربية،المتهمة بتكاسلها عن التفاعل مع الأحداث، مقارنة مع القنوات اللبنانية والجزيرة، فيما القنوات التلفزيونية المغربية، فهي خارج التغطية، ولا يتم الحديث عنها إلا استهزاءا وضحكا، وأخبارها عن القصف متقادمة، لا تأتي إلا في آخر الليل.

1فالوجه الآخر للمواجهة العسكرية ميدانيا، وصراع الفضائيات الإخبارية، هو تفاعل الجماهير مع المؤسسات الصحافية، التي تضع المشاهد من المحيط إلى الخليج، في حساباتها الدقيقة، وتضعه أحد أطراف معادلة نجاحها، ومبعث مصداقيتها، بعيدا عن أي مقاربة تصنف المشاهد بالغبي، والقاصر، كما تفعل القنوات الرسمية لمعظم الدول العربية، حيث الإخبار هو شر لابد منه فقط.

حرب "ميديا الماس"

فما بعد العولمة، الذي تعيشه المجتمعات العربية، أدخل وسائل الإعلام الجماهيرية، وعلى رأسها التلفزيون، في عصر البث الحي المباشر، المؤثر في صناعة القرار في الشارع العربي، شريطة عدم السباحة ضد تيار الجماهير، التي صارت في الغرب قوة خامسة، خروجها إلى الشارع، وتظاهرها، ضاغط ويمكنه أن يقلب أنظمة سياسية، كما حصل في أوروبا الشرقية، في السنوات القليل الأخيرة، ما يفرض تبنيا لمعالجة إخبارية موضوعية، إلى حد ما، تحضرها ذاتية محلية، وقوانين قرب مهنية، بكل أبعادها. 

1وكشفت النقاشات الدارة حاليا بين الأكاديميين والإعلاميين في أوروبا، تحولا من مفهوم وسائل الإعلام الجماهيرية، أو "الماس ميديا"، وهي ظاهرة القرنين التاسع عشر والعشرين، إلى ظاهرة جديدة ستغطي القرن الحالي، الواحد والعشرين، وتدشن الألفية الثالثة، وهي "ميديا الماس"، أي وسائل إعلام الجماهير العريضة، أي الجماهير هي صانعة الفعل الإخباري والمؤثرة فيه بقوة، ما يعني أن ما تبثه الفضائيات الإخبارية العربية انتقل التفاعل معه من قبل الشارع العربي، إلى مستوى ردة الفعل، أي صدور تعاليق في المقاهي مثلا، إلى المشاركة في البرامج التلفزيونية المباشرة، إلى المدونات/ البلوغرز، التي تنتشر فيها ملايين التعاليق عن هذه القناة أو تلك، وصولا إلى الجيل الثالث من الهواتف المحمولة، التي منحت فضاء جديدا للرأي والرأي الآخر، بين رواد التكنولوجيا الحديثة، خصوصا في صفوف الشباب، إلى القنوات نفسها التي فتحت باب تعاليق مباشرة عبر الإنترنت أو رسائل الهاتف المحمول القصيرة.

وتبقى المواجهة في الميدان مشتعلة، ومعها يتربص المغاربة بالمقاهي في فرجة جماعية، لكن عسكرية هذه المرة، أعقبت انتهاء مونديال كرة القدم، 2006، في ألمانيا، والذي أرغم منطق الاحتكار المغاربة، أمام عدم القدرة على الاشتراك، وإغلاق صنابير المشاهدة، إلى لجوء جماعي إلى المقاهي التي كانت خير بديل.

1وليتكرر المشهد مرة أخرى، كأن هناك احتكارا للمشهد في لبنان وإسرائيل، من طرف الفضائيات، وليلجأ أمام جمود الصورة في القناتين المغربيتين، الأولى والثانية، وانغماسهما في فرجة موسم الإعادت، لمعظم برامج موسم تلفزيوني ولى، إلى مقاهي مجهزة بشاشات كبيرة الحجم، وبمكبرات صوت ثلاثية الأبعاد، وبكراسي مريحة، توفر له كل ضمانات متابعة المواجهة العسكرية، وتضمن له حرية التعليق والشتم والتضامن.

Publicité
Commentaires
Publicité