Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
عادل الزبيري
عادل الزبيري
Archives
23 décembre 2005

في وداع أب الفن السابع.. "لوميير" السينما المغربية

نهاية العام 2005، حملت للمغاربة خبر نعي أب الفن السابع المغربي، المتألق، الراحل في صمت، محمد عصفور، الذي دخل تاريخ السينما من أوسع الأبواب، فهو الفطري الذي أعجبته الصور، التي تتحرك فوق قطعة قماش العرض، فتسلل في صمت ليكتشف السر، فاستوعب أن ما يشاهده من لقطات متحركة، داخل إحدى قاعات السينما الأولى، التي ظهرت في مدينة الدار البيضاء (أنفا)، هو ضوء ينعكس على القماش. سنوات بعد ذلك، سيقتني عصفور، آلة تصوير، وسيقوده فضوله إلى التمكن من إنجاز أول فيلم، فهو المتيم بالسينما، وليصنع من لاشيء، تاريخا للسينما المغربية. 

ومع توالي السنين، سيتحول هذا الأمي، الباحث عن موقع تحت شمس مركز المغرب النابض، الدار البيضاء، إلى معلمة في الفن السابع، وسيلح كل الأجانب على الاستفادة من خدماته، عندما يحلون بالمغرب، بغية تصوير أحد الأعمال. فإذا كان البعض قد أشار إلى أن عصفور، لم يأخذ حقه، لا من التكريم ولا من العرفان، بما قدمه هذا المتيم بالصورة، فإن آخرين أكدوا أن هذا الرجل، الذي رحل في عقده الثامن، وبصم موته العام الذي نستعد لمغادرته، بقيت آلاته وأحلامه السينمائية وحيدة، بعد أن غادرها لوميير المغرب، في صمت، دون أن يلتفت إليه أحد.

لقد سجسد المخرج السينمائي المغربي، الراحل محمد عصفور، بالنسبة للسينما المغربية، ما فعله الأخوان لوميير بالنسبة للفن السابع، في فرنسا خصوصا، والعالم عموما، إذ إنه كان "الرجل الأوركسترا"، لكونه كان يشرف على العملية الإنتاجية، من ألفها إلى يائها، فهو كاتب سيناريو، ومنتج، ومخرج، وممثل، ومكلف بالإنارة، بل ويقوم بنفسه بعرض أفلامه. 

كما اشتغل محمد عصفور ميكانيكيا، وعمل قبلها بائعا متجولا للجرائد، وهي المهنة التي مكنته من تعلم القراءة والكتابة، واكتشاف أول فيلم سينمائي له، الذي وإن كان صامتا، فإنه أحيا في أعماقه عشق السينما، ولم يبارحه حتى في أوقات تذمره، لعدم الاعتراف بالإنتاج السينمائي، ودعمه في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. ورغم توقف محمد عصفور عن العمل السينمائي، لعقود من الزمن، فإنه لم يتخل قط عن السينما، وكان السينمائيون العالميون خلال تصوير أعمالهم في المغرب، يستعينون بخدماته كتقني، ومنهم أورسن ويلس، في فيلمه "عطيل"، سنة 1952.

وفضلا عن أعماله السينمائية، تميز عصفور، بروحه الوطنية، وساهم في التعريف بالقضية الوطنية، من أجل الاستقلال، حيث أن عددا من أعماله، حول أحداث القمع المأساوية، التي تعرضت لها المقاومة، خدمت المغاربة في مرافعاتهم، أمام الهيئات الدولية لمصلحة القضية الوطنية، كما خلد لحظة عودة ملك المغرب، الراحل محمد الخامس، من المنفى. وكان عصفور قد أسلم الروح في الدار البيضاء يوم الأحد الماضي عن عمر يناهز الثمانين. 

Publicité
Commentaires
Publicité