إرهاب "قوم بن لكن"

"لكل مواطن عربي الحق في السخرية... "
..سقط سهوا من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان...

التقى زعيمان عربيان تستضيفهما كثيرا المحطات التلفزية – أرضية وفضائية – في مقهى ببلاد العم سام خلال زيارة عمل وسياسة قادتهما لعاصمة العالم. وفي مقهى على البحر بمدينة نيويورك، مسرح أعظم حدث بلجت به البشرية القرن الجديد

حجزا طربيزة لهما، وأصرا على أن تكون قبالة تمثال الحرية المنتصب باستحياء مابعد 11 سبتمبر فوق جزيرته الصغيرة، يزاحم السماء بشعلته المنطفأة منذ تجرأ "بن لادن" على حرمة الأمريكان واللي كان، كان

هنأ "مسعود" صديقه "موعود" على الزيارة الناجحة لمنطقة الصفر، حيث كان انهيار التوأمين التجاريين، مركز المال والأعمال العالميين... ولم ينسيا بعض عبارات التضامن باسم شعبيهما العربي المدين للإرهاب

قلبا وقالبا...
أبلغهما عمدة المدينة رضى السيد بوش عليهما، ورضى السيدة الأولى حاليا في البيت المصبوغ بالأبيض "

كوندوليسا رايس"... مع توصية بزيارة رسمية لواشنطن والانتظار حتى يفرغ برنامج الريس لهما، مع توخي الحيطة والحذر من كلب الريس المدلل. والذي يجوب البلاد، وله حساسية ضد العرب.
خاصة وأن الكلاب في هذه البلاد تحظى باحترام خاص جدا والقانون يحميها. في حين أن وطننا العربي الحبيب موجودة فيه حقوق الانسان فوق السحاب ووفق مزاج الحكام والمناسبات... وحكامنا فوق القانون اللي صار كانون يحرقون فيه أوهامهم بالديمقراطية الفلانية والفلان فلانية... آه، وآه... يا زمن الديمقراطية في العالم العربي...
جاب "مسعود" و "موعود" نيويورك في نزهة سياحية بعيدا عن الملفات العالقة في بلديهما وصداع الاضربات والاحتجاجات... لكن نغصت عليهما مظاهرة ضد الحرب على العراق... شتما حرية التعبير هنا في بلاد العم سام، ودار بينهما الحوار التالي:

"مسعود": يلعن أبو الديمقراطية.

"موعود": وجدها كمان وكمان.

"مسعود": يا هلا بيك يازلمي في ها البلد الحلو.

"موعود": والله ليك وحشة. ماشفتك من أيام قمة عمان.

"مسعود": شو أخبار البزنس والمال معاك؟

"موعود": نحمد الله ونتمنى تكون ها الزيارة فيها قرض جديد أفتح بيه مشاريع جديدة تعود علي بالمال والمال...

"مسعود": والبير تبع البترول وين وصلت؟

"موعود": حطلب من الريس يدخل لي عند الخليج ويمنحوني بير تبع البترول.
"مسعود": وحقوق الانسان؟

"موعود": بخير وبسلام. قبضنا على المعارضة ونفيناها للصحراء وأقمنا لهم مخيمات يعيشو فيها. وقبضنا على 300 ناشط حقوقي وسجناهم دون محاكمة وبننتظر في تعليمات من واشنطن. أما الشحاذين فصارو ثروة وطنية نظمناهم في كبريات شوارع العاصمة. والشرطة أعطيتها عطلة مفتوحة براتب. مالهاش لازمة.

"مسعود": زينا تمام. احنا صارت المعيشة بخير. نحمد الله. العيش طوابيره في ازدياد متواصل. وبتطول... يوم.. ورا.. يوم.. والمؤسسات الدولية تصنف البلد في صفوف المقدمة في نهاية اللوايح العالمية. نحمدك يا رب على فضلك.

"موعود": أنا بشتكي من الارهاب ده منيش عارف إن كان رجل ولا ست. كل مرة يكلمني فيها بوش يطلب مني إن كنت قبضت عليه ولا لاء. والريس بيسبني ويشخط في ويحثني على البحث عنو. يلعن الارهاب ده.

"مسعود": شو رأيك زلمي نصدر مواطنينا للبلدان اللي لازمها يد عاملة. نصدرهم بالمجان ودون مقابل. ونطلب بس تسهيلات في الجمارك وتخفيض فوايد البنوك. وبس. وهكذا نتخلص من مواطنينا ملئوا الشوارع بمظاهرات المطالبة بالشغل والحق في العمل. مواطنين عايزين يناموا ويحصلوا على مصاري.

"موعود": ده الأفكار النيرة يا صاحبي واللا بلاش.

"مسعود": وكمان بعرض عليك إنشاء محطة فضائية تلفزية تكون حلوة وحلوة وبس. ونبث فيها أغاني وأماني. لا أخبار ولا نقاشات ولا ثقافة ولا حاجة من الكلام الفاضي ده. شو رأيك.

"موعود": ونبعت على صبايا ييجو ينشطو برامج عل الهوا والكليبات. والنشاط والفرفشة وبس.

يبدو أن الفيديو كليبات أو كما يسميها صديق لي كُــــليبات قد ضربت العمل الإعلامي التلفزيوني في العالم العربي. كل القنوات تعرض لنا أجسادا ترقص فقط. وكأن العرب صارو بخير وحلت لهم جميع المشاكل. أما التظاهر في الشوارع ضد العرب المرتقبة ضد الشعب العراقي، نتركها للغرب، حيث الديمقراطية وحرية التعبير. ونثرثر ونتكلم عن الباقات والقنوات المتخصصة. متخصصة فقط في الزيطة والعرض الكُــــليبات علينا. عفوا قصدت الفيديو كليبات

.

ملحوظة: كل هذا الحكي والكلام من وحي الخيال، والذاكرة الحية لمواطن عربي.. غيور على عروبته.. عذرا...