Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
عادل الزبيري
عادل الزبيري
Archives
28 août 2006

إجماع على ضرورة التواصل مع الآخر باللغات العالمية

ندوة أصيلة حول

الإعلام في العالم العربي والتواصل مع الآخر

العقلانية سلاح لمحو صورة الإرهابي

عن كل ما هو عربي

أصيلة ـ عادل الزبيري

فتحت مدينة أصيلة على مدى يومين، ذراعيها لإعلاميين مغاربة وعرب لمناقشة "الإعلام في العالم العربي والتواصل مع الآخر"، كواحدة من الندوات التي تؤثث بها فضاءات الجامعة الصيفية للمعتمد بن عباد، في إطار موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الـ 28.

morocco_ASSILAH_festival_collogue_media_2006__1الندوة الدولية التي امتدت على مدى 3 جلسات، نشطتها الصحافية منتهى الرمحي، من قناة "العربية"، وفتحت الأبواب على جمهور المدينة الصغيرة، وعلى زوارها من داخل المغرب ومن خارجه، فهي أصيلة، المطلة على المحيط الأطلسي، والواقعة جنوب محافظة طنجة، كبرى محافظات الشمال المغربي، والتي اعتادت أن تطرق مواضيع أسئلة الراهن العربي والدولي.

وأرخى العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، بظلاله على أجواء الندوة التي حاولت مقاربة سبل لخلق عملية تواصل بين العالم العربي، والغرب، بمحوريه الأمريكي والأوروبي، وهنا بدت الحاجة ملحة إلى قناة عربية ناطقة باللغات الأجنبية وإلى وكالة أنباء عربية موحدة تصدر الخبر إلى الشمال. وبين أخذ ورد في جدال الندوة، برزت "الجزيرة" و"العربية" و"المنار"، كفضائيات عربية توفقت في نقل الصورة من أرض الواقع، لتدمير الآلة العسكرية لتل أبيب، لبلد عربي، اسمه لبنان.

assilah1859كما أن الثورة التكنولوجية الحديثة، ومصادر تمويل المؤسسات الإعلامية العربية، أثارت انتباه بعض المتدخلين، الذين أكدوا على وجود ازدواجية في التعاطي مع الخبر الإعلامي، فمعاييرCNN وفوكس نيوز، الأمريكية، تتناقض تماما مع كل قواعد المعاهد والجامعات الإعلامية في العالم، إذ بسطت حرب لبنان إلى مجرد مواجهة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، بمعنى آخر اتجار سطحي بكل نزاعات الشرق الأوسط، وجعلها منشيطات كبيرة في نشرات الأخبار. فعندما تتعاطى القنوات الغربية مع المجموعات الإرهابية وتسجيلاتها، فهي مهنية وبحث عن إخبار للجمهور، أما عندما تنقل قناة عربية، صورا لبن لادن أو الظاهري، فهي منبر للإرهابيين، وهو عمل غير مهني، وفيه تحريض على الكراهية والعنف.

الإعلام العربي.. والحاجة إلى الدمقرطة

assilah1909واعتبر عبد الوهاب بدر خان، نائب رئيس تحرير جريدة "الحياة"، والمشرف العام على ندوة "الإعلام في العالم العربي والتواصل مع الآخر"، أن الإعلام العربي توسع كثيرا خلال السنوات الماضية، وتجددت تقنياته، وتكاثرت استثماراته، وكبرت رهاناته، وتضخمت تحدياته بين متطلبات انفتاحية، وواجبات ذاتية. وشدد بدر خان على أن الغرب حقق استيعابا للإعلام، وأحسن ترويض وتوظيف تقنياته، أما في العالم العربي، فلا يزال الإعلام يشهد تقلبات تطوره، ولم يستقر بعد على أنماط في خدمة الناس، ولا استقر الناس على أنماط في التعامل معه.

من جهة ثانية، دعا عبد الوهاب بدر خان إلى القيام بتقويم للنشاط الإعلامي في العالم العربي، للوقوف على حاجياته، لأنه يتطلب تصالحا مع الذات، وحسما واضحا للهوية، بما تعنيه من أبعاد إنسانية، إلى جانب عنصر الكفاءة والثقة بالنفس للتعبير الناضج عن أهمية العربي في إقناع الآخر، وفي النهاية، شدد بدر خان على ضرورة وجود مناخ عام في العالم العربي سمته تواجد ثقافة الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، لأن التعاطي مع العالم بات يحتم الاعتراف بأهمية مرجعياته الإنسانية. 

الإعلام المغربي.. ومزاجية الانفتاح 

morocco_ASSILAH_festival_collogue_media_2006__abdessamad_bencherifوفي مداخلته التي حملت عنوان: "من إعلام السلطة إلى سلطة الإعلام في العالم العربي: إكراهات التغيير.. ومتطلبات الجمهور، الإعلام العمومي المغربي نموذجا، شدد الإعلامي المغربي، عبد الصمد بن شريف، المشتغل في القناة الثانية المغربية، على أن وسائل الإعلام لعبت دور المنقذ المحرر، لأنها بقدرتها وقوتها الضاربة، ساهمت إلي حد كبير، في فك العزلة عن شعوب طحنتها آلة الحجز، والقمع والتغييب، من مراكز صناعة القرار، والإشراك السياسي والمؤسساتي، كما هو الحال في العالم العربي. 

وفي تطرقه للتجربة الإعلامية المغربية، اعتبر بن شريف أنها تبدو جريئة إلى حد ما، بعد فتح نوافذ ضوء في فترات تاريخية معينة، لكن هذا الفتح أو الانفتاح، كان رغبة مزاجية، ولم ينبع من إرادة سياسية لتدشين النقلة الإعلامية الضرورية واللازمة. 

فالنسبة لعبد الصمد بن شريف، الإعلام العمومي المغربي، ومعه الإعلام العربي، مطالب بأن يتمرد على ذاته، وأن يطلق نزعة الإخفاء والتستر، وأن ينظر إلي ما يدور في محيطه الوطني الإقليمي والدولي، فالكاميرا تفضح ذاك الذي تريده الأنظمة أن يظل مكتوما، ومتطلبات الجمهور تحتم على وسائل الإعلام، نقل الحقيقة، ورصد الواقع، وتسجيل الأحداث، كما تقع على الأرض.

أفضلية المراسل البريطاني على الأمريكي

cherkaouiواختار محمد الشرقاوي، صحافي مغربي يعمل في "راديو سوا"، في واشنطن، أن يسرد في مداخلته تجربته الشخصية، التي عنونها بـ "دوائر التقاء لم تكتمل"، والتي رافق خلالها انفتاح الإعلام في العالم العربي، والذي انطلق من خارج الأراضي العربية، ليخلص إلى أنه لمس عن قرب أفضلية المراسلين البريطانيين على نظرائهم الأمريكيين، مع بعض الاستثناءات، في التعاطي مع قضايا العالم العرب، فالمراسل في النهاية هو الذي يصنع الرأي العام في بلده، تجاه قضية ما يشتغل عليها.

وقدم الشرقاوي في ختام مداخلته، وصفة ليقفز الإعلام العربي إلى الصفوف الأمامية، عالميا، بدئها بضرورة تشبع العرب بثقافة العقلانية والحوار الهادئ، إلى جانب الحاجة المحلة إلى إعلام عربي ناطق باللغات العالمية كالفرنسية والإنجليزية، موازاة مع إقامة جسور تواصل مع كليات ومعاهد الإعلام في الغرب، لتقريب الأجيال القادمة من الصحافيين، من حقيقة المنطقة العربية، وختاما، على الإعلام العربي أن يشتغل على محو صورة الإرهابي، التي ألصقها الإعلام الغربي بكل ما هو عربي.

montahaوعلى امتداد ساعات النقاش الساخن، حول الإعلام العربي، في مدينة أصيلة، كانت هناك ثوابت ومتغيرات، وهناك أسماء تم إدراجها على لائحة المتدخلين، إلا أنها لم تحضر، وسجل الإعلاميون تفاعلا من جمهور مغربي، أنصت بتمعن إلى كل من كان يراهم فقط على شاشات الفضائيات، وخرج الجميع بابتسامة عريضة، على إيقاعات التصفيق، للمتوجين في مهرجان أصيلة، ليكون مسك ختام المهرجان، من وزير الخارجية المغربي، ومدير الموسم، محمد بن عيسى، الذي وجه الحضور إلى الالتفات إلى هؤلاء البسطاء الذين يعيشون بيننا، إلا أن لهم مساهمات في عيشنا.

Publicité
Commentaires
Publicité