Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
عادل الزبيري
عادل الزبيري
Archives
6 septembre 2008

الامواج الأصيلــــة

IMG_0629_4

إلى الجميلةالأطلسية الهادئة..

الأمواج الأصيلة

يزحف كل مساء، الغروب جميلا، إلى مدينة أصيلة، التي تغتسل مع أشعة الصباح الأولى، بمياه من المحيط الأطلسي، الطاهرة، التي تحفظ بالذاكرة، هنا، بكل من مروا، على هذه السواحل، من المغرب.

كؤوس الشاي، في أصيلة، سيرة من المكان، المسكون بعبق من التاريخ الأصيل، في أصيلة، التي تنتظر زوارها كل مساء، والخارجين منها، مع أول خيوط الصباح، لأنها باختصار القول، مدينة أصيلة، بتاريخها الضارب في العلا، وبأناسها المنتظرين للزوار، بالبركة، لا يسدون أمامك بابا، ولا  تسمع منهم إلا أهلا ومعها مرحبا.

لست ابن هذه المدينة، ولكن لي فيها، من الصبى ذكريات جميلة، كنا نأتيها، في صيفها أو في الربيع، في الطريق إلى المولى عبد السلام، أحد سادات المنطقة الشمالية وأولياءها الصالحين، من السالفين.

وكم كانت لذيذة، قطع حلوى "السفنج"، مع السكر، وهي تذوب في الفم، واحدة تلو الأخرى، رغم سخونتها، إلا أني كنت أقاوم لملء البطن، ولسد الجوع، لطول الطريق، إلى جبال مولاي عبد السلام الوعرة جدا، وأما الشاي الأخضر بالنعناع، في الكأس الطويلة، فكان صراعا آخر، مع كل قضمة من "السفنج"، كانت رشفة ساخنة، من الشاي، تنزلان سوية بردا حارا جدا، إلى المعدة.

اليوم أصيلة، تزحف الحضارة صوبها، والعمران يتوسع، والمدينة القديمة، بزقاقاتها الجميلة، وجدرانها البيضاء، وأبوابها الزرقاء، وأناسها العاشقين للحياة، ولتبادل السلام، مع العابرين من هنا، من أصيلة الزرقاء الأطلسية، الصامدة، ضد أمواج العمران الجديدة، والمتمسكة بتقليدانيتها المغربية، ضاربة عرض الحائط كل الغوايات الممارسة ضدها، لجعلها جميلة بمساحيق كيماوية، بينما لجمالها قوة، من البساطة، رغم تقدمها الكبير في السن.

فالمثل المغربي الأصيل يقول، يذهب الجمال، ويتبقى حروفه الأصيلة، أي علاماته التي تشير إلى كون صاحبته في أيامها الخوالي من الشباب، كانت ترفل في نعم من الحسن وطليع البهية.

ثلاثون عاما من الموسم الثقافي لمدينة أصيلة، انتهت، في واحدة من المنتديات الثقافية المتعددة الأبعاد، في المغرب، التي نجحت، بثبات بناة الموسم، وإرادة سكان المدينة، ومقاومة كل معاول الهدم، التي أرادت النيل من إرادة مدينة، في ولوج العالمية الثقافية، لتدخل أصيلة الألفية الثالثة، بمشروع فكري وثقافي كبير الحجم، رغم صغر المدينة، في مقابل مدن مغربية عظمى، إلا أنها كبيرة في الغابات الإسمنتية التي تحتويها، وصغيرة بسمعتها الثقافية.

الأسئلة المقلقة تتناسل على شواطئ أصيلة الأطلسية، حول المستقبل الغامض، ورجاءات النيات الحسنة، التي تزور اصيلة، في عرسها الثقافي كل صيف، من كل عام، أن يستمر الموسم الثقافي، وأن يجر أصيلة، إلى مجد حضاري جميل، وإلى أن تظل في شمال المغرب، درسا في التنمية، بعلاقة مع ما هو ثقافي، بالاعتماد على الجذور الأصيلة لما هو إنسان وتاريخ وقوة على الاستمرار رغم الرياح الآتية من كل مكان، ليذهب كل بما يريده، وتبقى هنا أصيلة.

Publicité
Commentaires
Publicité