Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
عادل الزبيري
عادل الزبيري
Archives
28 octobre 2006

دراما رمضان على التلفزيون المغربي.. تكرار الفشل

خلقت دراما رمضان في التلفزيون المغربي، نقاشا حادا، منذ بداية الشهر الفضيل، وبداية بث مجموعة من السلسلات الفكاهية، التي تدعي القنوات المسؤولة عنها، أنها إنتاج جيد، ومخصص لأكثر الشهور قدسية لدى المغاربة، حيث تكثر متابعة التلفزيون، ويزداد الطلب على الجيد من البرامج والمسلسلات، ولا بأس من وجبة ضحك مع مائدة إفطار، بعد مغرب كل يوم.

فالقناة الأولى المغربية، التي صارت تابعة لما بات يعرف بالقطب الإعلامي العمومي، تراجعت عن تقديم أي "سيت ـ كوم"، رمضاني، هذا العام، باستثناء وحيد، كان من نصيب الفكاهية حنان الفاضلي، التي عادت بعد غياب، لتكرر تجربة سبق أن حفظها الجمهور المغربي، تقليد الشخصيات. ولتكتفي القناة الأولى، بمسلسلات درامية، بعضها استخرج من أدراج سجن فيها لسنوات، بسبب غياب من يحدد الجيد من غيره، فيما يتم ترشيحه من أعمال، هي بالخصوص رمضانية، والبعض الآخر حديث الإنتاج، فيما البقية مما تم استيراده من مصر وسوريا والسينما العالمية.

في المقابل، تبنت إدارة القناة الثانية المغربية، التي بدورها تنضوي تحت لواء القطب التلفزيون العمومي، قرارا ببث عدد كبير، وغير مسبوق، من السلسلات الفكاهية، إلا أن التكرار واجترار مواضيع العام المنصرم، ميزات أساسية لدراما وفكاهة هذا العام، بيد أن المشاهد انتظر على أحر من الجمر تقديم وابتكار الجديد، لملايين المغاربة المتعطشين، لكل ما هو وطني وجديد وممتع، فالدراما المغربية، كهلال رمضان، لا تأتي إلى التلفزيون، إلا مرة كل 12 شهرا.

وبعد أن يكون المشاهد المغربي قد شبع من كل أنواع الإشهار، حيث خرقت الثانية والأولى، كل القوانين المنظمة للقطاع، لتصل في بعض الأوقات، وصلات الإعلانات التجارية، قرابة الربع ساعة، وهو ما بعد محظورا في التلفزيون العمومي، قبل أن يطل محمد الخياري، منتج وبطل سلسلة "خالي عمارة"، التي لا يوجد فيها لا من مكونات "السيت ـ كوم"، أو دراما الموقف، سوى وجوها تنطق جملا معكوسة، بلهجة تحتكرها الدراما المغربية، عامية منطقة الدار البيضاء، وتعتمد أيضا على تشويه قسمات الوجه، والإتيان بحركات تمثيلية غير مقنعة، فالخياري، شوه اللغة العربية، والعامية المغربية، بعيدا عن أي حس فكاهي، أو إبداع رمضاني.

وأمام موجات النقد المتصاعدة، شن نجوم رمضان حملة مضادة للدفاع عما قدموه، معتبرين أن من حق الفنان المغربي، الحياة من الفن، وأن على الجمهور أن يتقبله مع كل مساء، وأن لا ينتقد، فهذا فن المغاربة جميعا، وأن ما يقدموه جيد المستوى، إلا أن المشاهد لا يعترف بكدهم، وهذا ما أثار الاستغراب الكبير، فهذا التلفزيون العمومي، الذي يدفع له المغاربة من جيوبهم، كل شهر، ويضحك على ذقونهم، مع آذان كل مغرب رمضانية، وفنانو المغرب، الذين تألق بعضهم على الشاشات المغربية، كمحمد مفتاح في المارقون، للمخرج السوري، نجدة أنزور، يقدمون لائحة حجج لا تسمن ولا تغني من جوع.

وعلى منوال تراثي، في قالب من الفانطازيا التاريخية، رجعت المخرجة فاطمة بوبكدي، لتقدم نجمة الحكايات الشعبية، الدويبة، وتلعب دورها الممثلة سناء عكرود، على شاشة الثانية المغربية، وهذا العام تحت مسمى جديد، "رمانة وبرطال"، وفي هذا العمل، الذي تهيمن عليه شخصية شهرزاد المغربية، الدويبة، اجترار لما قدمه هذا الثنائي العام المنصرم، وجمود في التصوير، وتقليدية في تقطيع مشاهد العمل، والنتيجة، مسلسل إذاعي في التلفزيون، فالحوار لا يتوقف، والمشاهد قليلة الحركة، والكاميرا تعمل من جهة واحدة.

وكان الأجدر بالقناة الثانية أن تكتفي بشراء مسلسلات مصرية وسورية وخليجية تقترحها على المشاهدين، عوض هذه المهزلة، التي ضربت في الصميم الإنتاج والإبداع المغربي، كما فعلت بذلك شقيقتها الأولى، التي تقدم سيرة العندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ، وهي التي يبدو أنها بدأت تفهم درس النقد الفني والتلفزيوني، على عكس القناة الثانية، التي تكرر أخطاء العام المنصرم، وتتجاوز كل حصص الإشهار المسوح بها، من لدن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، تحت إشراف إدارة همها الأول مداخيل شهر الصيام، ووجبة الإشهار، أما ذوق المشاهد، وإمتاعه فهو موجود على فضائيات عربية لها حظوتها الخاصة في قلوب المغاربة.

فمن حق التلفزيون أن يبث ما يشاء، مادام لا حسيب ولا رقيب، والحبل متروك على الغارم، إلا أن النقد والتعليق، يبقى أضعف الإيمان، فمن حق المغاربة أخيرا، أن يحظوا بتلفزيون يفخرون به، ودراما تعكس واقع الحال، ولا تضحك عليهم، فزمن الرداءة ولى، وتلفزيون البلد لم يعد يشاهده أحد.

Publicité
Commentaires
Publicité